فمنهم:
وهو أويس بن عامر بن جزء بن مالك المرادي القرني، خير التابعين.
أشرقت لياليه المقمرات، ورشقت إليه القلوب رشق الحجيج الجمرات، أزهر بين تلك النيرات، وظهر بين تلك النفوس المطهرات، وقد ذهب بعض من تكلم على الحديث؛ أنه المعني بقوله صلى الله عليه وسلم: (إني لأجد ريح الرحمن من قبل اليمن) . «1»
وكان وضحه نورا وإشراقا وظهورا، سمق «2» فما شبه به أحد ولا أقرن وسبق، وسبق سبق الجواد فما لزّ «3» به سابق في قرن، وكان سراء ذلك الصدر، وبدرا في التمام وعلو القدر.
روى مسلم في صحيحه «4» : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كان إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن، سألهم: أفيكم أويس؟. [حتى أتى على أويس] «5» ، فقال: أنت أويس بن عامر؟. قال: نعم. قال: من مراد ثم من قرن؟. قال: نعم. قال: فكان بك برص فبرأت منه