وقال أيضا: من لم يحتمل ذلّ التعليم ساعة، بقي في ذلّ الجهل أبدا. وقال الأصمعي:

رآني أعرابي وأنا أطلب العلم، فقال: يا أخا العرب عليك بلزوم ما أنت عليه؛ فإن العلم زين في المجلس. وصلة من الأحزان وصاحب في الغربة، ودليل على المروءة، ثم أنشأ يقول:

[الطويل]

تعلّم فليس المرء يخلق عالما ... وليس أخو علم كمن هو جاهل

وإنّ كبير القوم لا علم عنده ... صغير إذا التفّت عليه المحافل

وتوفي الأصمعي سنة ثلاث عشرة، وقيل خمس عشرة، وقيل سبع عشرة ومئتين.

ومنهم:

6-[أبو] عبيد القاسم بن سلام الأنصاري «13»

مولاهم البغدادي القاضي، ذكر استحقاقا لا حظّا، واسترقاقا للفضل معنى ولفظا، تقدم في أول السلف وتناسب فعله فما اختلف، زاحم الشماريخ «1» الشمّ وأسمع الآذان الصمّ وهم السادة الجحاجح، وأهل السيادة الرواجح، فأعجز الأنظار وأعجب النظّار، وفاق الأمثال وفات المثال، فجرى ذكره نورا في الأمصار، وحلي لمى في كل ذوق ونقع صدى لكل شوق ثم غيّبه الضريح، ومات فلم يرف دمعه الجفن القريح. أحد أئمة الإسلام فقها ولغة وأدبا، صاحب التصانيف المشهورة، والعلوم المذكورة.

قال محمد بن سعد: كان مؤدبا صاحب نحو وعربية، طلب الفقه والحديث، وولي قضاء ترسوس أيام ثابت بن نصر بن ملك، ولم تزل معه ومع ولده، وقدم بغداد، فسّر بها غريب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015