فلما تقاربا حتى كان بينهما نحو عشرة أيام مات كيوك [1] ، فاضطرب من كان معه، ثم اتفق رأي الخواتين والأمراء على مكاتبة باتو، فكتبوا إليه بإعلامه بموت كيوك، وأنه هو أحق بتخته، فيفعل ما يراه.

فقال باتو: لا حاجة لي به وإنما أبعث إليه بعض أولاد تولي، وعين له منكوقان [2] بن تولى، وجهزه إليه هو وأخوه قبليه قان [3] (المخطوط ص 49) وهولاكو وجهز معهم باتو أخاه بركه في مائة ألف فارس من بهادرته [4] العسكر ليجلسه على التخت، ثم يعود.

فأخذه معه وتوجه به ثم أجلسه، وعاد، فلما مر ببخارى، اجتمع بالشيخ سيف الدين الباخرزي [5] من أصحاب شيخ الطريقة نجم الدين كبرى [6] وحسن موقع كلام الباخرزي عنده، وأسلم على يده، وتأكدت الصحبة بينه وبين الباخرزي، فأشار عليه الباخرزي بمكاتبة المستعصم الخليفة [7] ومتابعته ومهاداته، فكاتب الخليفة، وبعث إليه هدية، وترددت بينهما الرسل والمكاتبات والتحف والمهاداة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015