لا يخلو مجال تتاح فيه الأسئلة إلا الفيت عددا من النساء يبالغن في السؤال والتحري ويتكلفن في التأكد من الطهارة حتى لجأت بعضهن لإدخال القطنة داخل الفرج تنظر أطهرت أم لا، وهذه الشكوك قديمة، فقد كانت النساء يبعثن لعائشة رضي الله عنها بالقطنة فيها أثر الصفرة والكدرة من الحيض فتعيب عليهن هذا الاستعجال، ولما ازداد الاستعجال بإشعال المصابيح للنظر في الطهر في جوف الليل وأخبرتهن ابنة زيد بن ثابت أن خيرة النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ما كن يفعلن ذلك، وعابت عليهن. فإذا أرادت المرأة أن تتجنب الوسوسة فعليها بالآتي:
1. أن تعلم أن الأصل في الدم أنه حيض ما لم يظهر سوى ذلك كأن تطول المدة وتزيد عن العادة زيادة غير طبيعية قال ابن قدامة: " دم الحيض دم جبلة والاستحاضة عارضة فإذا رأت الدم وجب تغليب دم الحيض " (?) فلو استطال الحيض إلى سبع أيام أو ثمانية أو تسعة وهي تحيض عادة ستة أيام فذلك حيض إلا أن يتغير لون الدم ويغزر ويفحش، ولو جاءت الحيضة الثانية بعد الطهر بعشرة أيام وهي في العادة تأتي بعد عشرين يوما وكانت بصفتها السابقة الذكر لونا ورائحة فعرفت أنها كالحيض ولا تفترق عنه بشيء فلا تصلي بل تعدها حيضا، لأن من المعلوم عند النساء أن الحيض يتغير قليلا بأثر بعض الظروف كالحالات النفسية المضطربة أو تغير نوع الطعام أو تناول بعض الأدوية أو اضطراب النوم أو الزواج أو الصوم.