يدخل أهل التوحيد مدخل أهل الكفر والنفاق وهو جوف النار وأسفله، يقول الله: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} [النساء: 145]، وتلك النار أعدت للكافرين. وأما معنى حديث الشفاعة أنه يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان إنما معناه أن يخرج من برانى النار. قال أبو عبد الله: فنرى أن حديث عبد الله بن عمرو إن كان له أصل أنه يأتي على جهنم أحايين ليس فيها أحد، إنما هو موضع أهل التوحيد.
وقال الله: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ} فإنما يقع الاستثناء عندنا على أهل التوحيد في الآيتين جميعًا، لما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن له شفاعة لا هل الذنوب، فهذا ما أولنا والله أعلم.