وكان له صديقًا. قال: وسمعت الأعمش يقول: كان أبي يقول لذاك الرجل: هذا أخي. قال: فمات ذاك الرجل. قال الأعمش: فورث مسروق أبي من ذاك الرجل. قال وكيع: وكان الأعمش غلامًا يكون مع البرازين، فأخذ بعد ذلك في قراءة القرآن حتى لم يكن بالكوفة أقرأ منه، إلا طلحة بن مصرف اليامي، فبلغ طلحة أن بعض الناس قال: ليس بالكوفة أقرأ من الأعمش إلا طلحة بن مصرف. قال: فجاء حتى قرأ على الأعمش، أو سأله عن أحرف لكي لا يذكر بذاك ولا يعرف به كي يذهب عنه ذاك الاسم إلى هذا انتهى زهده. قال وكيع: ثم أخذ الأعمش في العربية حتى كان يأتي الأعراب فيسألهم عن الحرف إذا أشكل عليه. قال وكيع: وسمعت الأعمش يقول: سمعت حديث ابن عمر حيث دعا لا صحابه فقالوا له: زدنا. فقال: أعوذ بالله أن أكون من المسهبين. قال: فلم أدر ما المسهب. قال: فخرجت فلقيت أعرابيًا فقلت: ما المسهب؟ قال: المكثار الذي لا يسكت. وسمعت وكيعًا يقول: كان الأعمش إذا خرج إلى مكة هابه إلا كرياء قال: فلما أحرم اجترى عليه الكري. قال: فأخذ عصاه وجعل يضربه فقال له: يا أبا محمد وأنت محرم. فقال الأعمش: هذا من مناسك الحج.