على سيدنا محمد وعلى آله ما يقول الفقيه الأجل، قاضي الجماعة، أعزه الله بطاعته، وأمده بتوفيقه، في رجل من أعيان بلده وذوي العقار فيه، التزم بعد أداء حجة الفريضة القيام على تثمير عقاره، وعلى ما يرجو به تنمية ما بيده، مستأنسا بالوحدة، لم يتخذ عيالا، ولا وطر له إلا اصلاح عقاره، والنظر فيه، بما ينمي غلته، وكان يقارض بما يتوفر بيده من غلة عقاره، من يتجر به، ويسلف جيرانه، عند ضرورتهم إلى السلف، برهان، وغير رهان ويكثر ذلك منه حتى استذاع عنه في بلده الذكر بسعة حال ووفور ناض، وكان سكناه في دار من دوره لها حجرة، وعليه مشرفة، يمضي اليها من دار خارجة، تتصل بباب، يدخل إلى الدار منها بعدها الحجرة المذكورة، فيسكن بيوت هذه الدار الخارجة المتصلة بالباب، من يضعف عن كراء من رجال ونساء، ممن ينسب إلى عفاف وخير من المسلمين، وينفرد هو في تلك الحجرة.

وكان قد تعلق به فتى من أهل بلده، وجعل له رأس مال يتجر به فكان بذلك يلم به كثيرا ويقبض له كثيرا مما يقتضيه، ممن له قبله شيء ومما يبيعه من أثمان غلته ويتفقد ذلك له، ويكثر التكرار والدخول اليه، من ليل أو نهار، ويسهر عنده في بعض الليالي، مؤنسا له برهة كبيرة من الليل ويبيت في بعض الليالي مؤنسا عنده.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015