يحصل من جراء ذلك جدل ونزاع شديد، واختلاف يصل إلى الفرقة والمخالفة ويوقع الناس في الحيرة والاضطراب، ولا يخفى ما في هذا من المفاسد.
وعندما أسائل بعض المندفعين مع العاطفة عن جدوى كلامهم الحظ الندم عند المنصف منهم، لأنه يرى ما ترتب عليه من المفسدة التي كان بالإمكان دفعها ولو فاتت بعض المصالح، فإن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة.
وهذه القاعدة كثيرا ما نحتاجها في أوقات الفتن، ونزول البلاء حين تتزاحم المفاسد، وتختلط الأمور على الناس، ويفتي الراسخون من أهل العلم بارتكاب أخف الضررين، ودفع المفسدة العاجلة والله نسأل أن يقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن والله أعلم.
رابعا: مسئولية إمام الفروض من المعلوم أن إتقان العمل مطلب شرعي في جميع الأعمال، فالله تعالى يحب من العبد إذا عمل عملا أن يتقنه، وهو في الإمامة أعظم وآكد، لأنه - كما تقدم - قد بني اختيار الإمام على الأفضلية في القراءة، وفي العلم، وفي الفضل والعمل الصالح.