ثانيا: التزام الحكمة والموعظة الحسنة. رائدة فبهذا قول الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125] (?) .
ولذلك يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله: والرفق سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولهذا قيل: ليكن أمرك بالمعروف بالمعروف، ونهيك عن المنكر غير المنكر " (?) .
والله تعالى يقول مخاطبا موسى وهارون: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى - فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 43 - 44] (?) .
قال القرطبي (?) رحمه الله: في قوله تعالى {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا} [طه: 44] دليل على جواز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن ذلك يكون باللين من القول لمن معه القوة، وضمنت له العصمة، ألا تراه قال. {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا} [طه: 44] وقال {لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46] فكيف بنا فنحن أولى بذلك، وحينئذ يحصل الآمر أو الناهي على مرغوبه، ويظفر بمطلوبه وهذا واضح، ثم فسر القول اللين بأنه الذي لا خشونة فيه، ثم قال فإذا كان موسى أمر بأن يقول لفرعون