وفي المسجد يحدث التعارف بين المسلمين، وينمو التآلف والتواد. . وفي المسجد تصقل الشخصية المسلمة ويزول عنها ما يحتمل أن يكون قد علق بها من عيوب اجتماعية كالانعزالية والتواكلية والأنانية، حيث يهيئ المسجد لرواده مجال الانطلاق في المجتمع والتعرف على الناس، والتآخي معهم ومناصرتهم ماداموا على الحق (?) .
مما سبق تتضح مكانة المسجد في الإسلام، وأنه جامعة عظيمة ينطلق منها المد الإسلامي ليعم الدنيا بنوره وعدله، وأنه المحضن الأول لكل نهضة وإصلاح، وأن رسالته تعليمية، وتربوية، واجتماعية، وهذه الجوانب الثلاثة لا يمكن أن تقوم بدون قائم عليها، فهل المسجد المبني من الطوب أو الحجارة، والمشيد أحيانا على أحسن بناء هو الذي يتولى مهمة التعليم، والتربية، وغيرها؟ .
إننا نرى أحيانا مساجد قد شيد بناؤها، واتسعت أورقتها، وبدت منائرها ماثلة للعيان من مسافات بعيدة، ولكننا لا نرى أي جانب من الجوانب السابقة قد حظي فيها بالعناية والاهتمام، ونرى أحيانا مساجد بنيت بناء عاديا ليس فيه أدنى كلفة، لكنه قد تخرج فيهما رجال أفاضل، وحظيت تلك الجوانب، بأهمية كبرى وعناية فائقة.