النفوس، وحصلته القلوب ونال به العبد الرفعة في الدنيا والآخرة هو العلم والإيمان، ولهذا قرن بينهما سبحانه في قوله: {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ} [الروم: 56] (?) 0 0 0 وقوله: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11] (?) . الآية، وهؤلاء هم خلاصة الوجود ولبه، والمؤهلون للمراتب العالية (?) أهـ. وهؤلاء أئمة أكفاء، يحقق الله على أيديهم خيرا كثيرا، أما الصنف الثالث فليس في درجة السابقين في تحمل المسئولية، والقيام بالعمل على وجهه المراد؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وهو بحاجة إلى نظرة فاحصة، ومتابعة مستمرة، يتم من خلالها النهوض به إلى مستوى التحمل لهذه الأمانة، أو إسناد الأمر إلى من هو أهل له إذا بقى على حاله، إذ لا ينبغي أن يوسد الأمر إلى غير أهله.

ومسئولية إمام الجامع سواء كان في المدينة أو القرية تجاه المصلين ذات جوانب عديدة، وهي بحسب دوره التعليمي، والتربوي، والاجتماعي، وهذه الجوانب الثلاثة مأخوذة من طبيعة رسالة المسجد الذي يستمد مكانته الربانية من كونه مضافا إلى الله تعالى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015