ويزداد المنافقون إفكا ونفاقا، ويظهر لرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين سرائرهم إلى أن قال: فكان من حكمة حبس الوحي شهرا، أن القضية نضجت، وتمحضت واستشرفت قلوب المؤمنين أعظم استشراف إلى ما يوحيه الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم فيها، وتطلعت إلى ذلك غاية التطلع، فوافى الوحي أحوج ما كان إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته والصديق وأهله وأصحابه المؤمنون، فورد عليهم ورود الغيث على الأرض، أحوج ما كانت إليه، فوقع منهم أعظم موقع، وألطفه، وسروا به أتم السرور، وحصل لهم به غاية الهناء، فلو أطلع الله رسوله صلى الله عليه وسلم على حقيقة

الحال من أول وهلة، وأنزل الوحي على الفور بذلك، لفاتت هذه الحكم1 وأضعافها بل أضعاف أضعافها"2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015