هذا وقد استفدت من هذا الكتاب فوائد عظيمة مشاراً إليها في أماكنها من الرسالة، وهو أعظم مرجع استفدت منه مطلقاً في جميع ما يتصل بمباحث الرسالة، حتى لا تكاد تخلو صفحة منها من ذكره، فهو يشتمل على مباحث غزوة بني المصطلق ورواياتها واختلاف طرقها ووصل ما انقطع منها، بطريقة فريدة امتاز بها ابن حجر في كتابه هذا، فكنت أرجع إليه في حل ما أشكل علي، من جهة المتن أو السند، كما كان مرجعا هاماً في تخريج الروايات.
11-كما رجعت إلى تقريب التهذيب (لابن حجر أيضاً) .
وهذا الكتاب خلاصة تجارب طويلة وممارسة عظيمة لعلم الرجال قام بها ابن الحجر الحافظ الحجة، والخبير المقدم في هذه المسالك العلمية، والتقريب المذكور اختصار (لتهذيب التهذيب) لابن حجر أيضاً، كما أن تهذيب التهذيب اختصار لتهذيب الكمال للمزي، حافظ عصره، مع زيادات قام بها ابن حجر، وضم إليه مقصود إكماله للعلامة علاء1 الدين مغلطاي مقتصراً منه على ما اعتبره عليه وصححه من مظانه مع بيان أحوال الرواة. ولقد كان التهذيب ولا يزال من أعظم المراجع في بابه، غير أن مؤلفه سئل من بعض طلبة الحديث أن يجرد له الأسماء خاصة.
قال ابن حجر:"فلم أوثر ذلك لقلة جدواه على طالبي هذا الفن ثم رأيت أن أجيبه إلى مسألته وأسعفه بطلبته، على وجه يحصل مقصوده بالإفادة، ويتضمن الحسنى التي أشار إليها وزيادة.
وهي: أني أحكم على كل شخص منهم بحكم يشمل أصح ما قيل فيه، وأعدل ما وصف به، بألخص عبارة، وأخلص إشارة، بحيث لا تزيد كل ترجمة على سطر واحد غالباً، يجمع اسم الرجل واسم أبيه وجده، ومنتهى أشهر نسبته