6-ومن المصادر العلمية التي استفدت منها (كتاب النهاية في غريب الحديث) لابن الأثير رحمه الله، وهذا الكتاب من أجل ما صنف في غريب الحديث وأعظم ما كتب في بابه، وذلك أنه سبقت جهود كبيرة للعلماء في الكتابة في غريب الحديث على زمن ابن الأثير فأنارت له معالم الطريق، ولكنها على اختلاف مناهج مؤلفيها لم تف بالغرض، ولم تستوعب غريب الحديث حتى جاء ابن الأثير فوقف على جميع الكتب التي عنيت بهذا الموضوع وطالعها كلها واستوعب ما تضمنته وعرف ما فاتها من غريب الحديث فشمر عن ساعد الجد للقيام بسد هذه الثغرة العلمية إسهاماً منه في خدمة الحديث النبوي الشريف، وبذل جهداً علمياً كبيراً في تمحيص هذا الكتاب واستيعابه لما وصل إليه من غريب الحديث، وقد جمع فيه بين كتابين جليلين لمن سبقه هما أهم ما كتب قبله في هذا الفن؛ وهما كتاب أبي عبيد1 الهروي وهو يشتمل على غريب القرآن والحديث، وكتاب أبي موسى2 الأصفهاني الذي جمع ما فات الهروي من غريب القرآن والحديث3. فجمع ابن الأثير في كتابه ما في الكتابين من غريب الحديث دون غريب القرآن. ولم يقف عند الجمع فحسب، وإنما ضم إليهما ما فاتهما من غريب الحديث، وهو كثير وافر، مستقرئا له من مطالعته لكتب الصحاح والمسانيد والمجاميع وكتب السنن والغرائب قديمها وحديثها إلى زمنه، وكتب اللغة على اختلافها.
قال ابن الأثير:"فرأيت فيها من الكلمات الغريبة مما فات الكتابين، كثيراً، فصدفت حينئذ عن الاقتصار على الجمع بين الكتابين وأضفت ما عثرت عليه