ولكن ورد هذا اللفظ في حديث المسور ومروان الطويل عند الإمام أحمد1 والبيهقي، وصرح فيه ابن إسحاق بالسماع ونصه: "وكان مضطربه في الحل، وكان يصلي في الحرم" 2.

وقد ورد عن عطاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان نازلاً في الحرم:

(147) ففي مصنف ابن أبي شيبة ثنا أبو أسامة3 عن عطاء: "أن منزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية في الحرم"4.

لكن هذا الأثر ضعيف؛ لأنه مرسل، فلا يقوى على معارضة الحديث السابق.

وإذا تقرر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان نازلاً في الحل، فقد ورد في بعض النصوص أنه نحر الهدي في المكان الذي نزل فيه:

جاء في حديث أنس السابق من طريق الحكم بن عبد الملك عند البيهقي "أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذبحوا هديهم في أمكنتهم".

وهذا يقيد ما أطلق من طريق ابن أبي عروبة، فيكون المقصود بالحديبية منزل النبي صلى الله عليه وسلم منها وهو في الحل، والله أعلم.

ويدل لذلك أيضاً أثر مجاهد عند البيهقي:

(148) قال: حدثنا أبو عبد الله5 الحافظ وأبو بكر أحمد6 بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد7 بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن عمر8 بن ذر عن مجاهد قال: "اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عمر كلها في ذي القعدة منها العمرة التي صد فيها الهدي، فراسل رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكة فصالحوه على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015