غير أنه داوم على الأخذ من أربعة كلهم بحور في العلم سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، كان هؤلاء قد أخذوا علمهم عن الصحابة فضم علمهم إلى علمه1، فصار أوحد أهل زمانه، ونجم أقرانه.

وقد ساعده على ذلك أمور منها: كتابته، فقد كان يكتب كل ما سمع، ومنها قوة حافظته وذاكرته فقد توفرت عنده الأدوات التي يحتاجها طالب العلم، وهي الكتابة والحفظ والذكاء والفهم، فسبحان المعطي، فقد روي عنه قال: ما استودعت قلبي شيئاً قط فنسيته2.

وقال معمر3: "سمعت الزهري يقول: ما قلت لأحد أعد عليّ"4.

وقال الزهري: "اختلفت من الشام إلى الحجاز خمساً وأربعين سنة، فما كنت أسمع حديثاً أستطرفه"5.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015