وَقَالَ تَعَالَى {إِن فِي خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَاخْتِلَاف اللَّيْل وَالنَّهَار والفلك الَّتِي تجْرِي فِي الْبَحْر بِمَا ينفع النَّاس} إِلَى قَوْله تَعَالَى {لآيَات لقوم يعْقلُونَ}
وَقَالَ تَعَالَى {ألم تروا كَيفَ خلق الله سبع سماوات طباقا} إِلَى قَوْله تَعَالَى {ويخرجكم إخراجا}
وَقَالَ تَعَالَى {أَفَرَأَيْتُم مَا تمنون} إِلَى قَوْله تَعَالَى {نَحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين}
قَالَ وَلَيْسَ يخفى على من مَعَه أدنى مسكة إِذا تَأمل بِأَدْنَى فكرة مَضْمُون هَذِه الْآيَات وأدار نظره على عجائب خلق الله فِي الأَرْض وَالسَّمَاوَات وتدبر فطْرَة الْحَيَوَان والنبات أَن هَذَا الْأَمر العجيب وَالتَّرْتِيب الْمُحكم لَا يَسْتَغْنِي عَن صانع يدبره وفاعل يحكمه ويقدره بل تكَاد فطْرَة النُّفُوس تشهد بِكَوْنِهَا مقهورة تَحت التسخير ومصرفة بِمُقْتَضى تَدْبِير لذَلِك قَالَ الله تَعَالَى {أَفِي الله شكّ فاطر السَّمَاوَات وَالْأَرْض} وَقَالَ تَعَالَى {وَلَئِن سَأَلتهمْ من خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض ليَقُولن الله} انْتهى مُخْتَصرا
وَسَيَأْتِي أَيْضا بَيَان حكم النّظر فِي إِفَادَة الْعلم ووجوبه فِي معرفَة الله سُبْحَانَهُ فِي الْفَصْل الرَّابِع إِن شَاءَ الله تَعَالَى
قلت وَإِذا تَأمل النَّاظر فِي الْوُجُود وأحواله الْمُخْتَلفَة من الصَّنْعَة المتقنة المؤتلفة البديعة المحكمة العجيبة المنتظمة وَمَا فِيهِ من تغير الْأَحْوَال وتقلب الْأَيَّام والليال وَشَاهد جَمِيعه ناطقا وَشَاهدا بِلِسَان