(لنا سنة حسنا سنى جمَالهَا ... على غير سنى مصون مخدر)
(فَإِن كشفت ريح الْعِنَايَة خدرها ... فأبصرها من لم لَهَا قطّ يبصر)
(سبت عقله الزاكي بزاهي جمَالهَا ... فهام بهَا من كَانَ عَنْهَا ينفر)
(وجا منهجا من نورها ناهجا بِهِ ... عصابتها تعلو وتزهو وتفخر)
(أَبُو حَامِد مِنْهُم وَكم من ملاحة ... لَهَا حجَّة الْإِسْلَام عَنْهَا تخبر)
(إِمَام الْهدى بَحر الْعُلُوم وَكَاشف ... لأستار أسرار الْعُلُوم الْمنور)
(فكم من ستور كاشفا عَن محَاسِن ... فلاح در أَلْفَاظ على تِلْكَ ينثر)
(فأضحت مليحات الْمعَانِي ضواحكا ... كَمَا بمليح عَن مليح تعبر)
(وَمن كامن قد باهى سيد الورى ... لمُوسَى وَعِيسَى فَهُوَ نعم الْمعبر)
(وَنعم طَرِيق سَارهَا عَن بَصِيرَة ... وَنور وتوفيق بهَا هُوَ أخبر)
(أعندكم حبر كَهَذا فَقيل لَا ... وناهيك ذَا مجد على الدَّهْر مفخر)
(عَن الْمُصْطَفى صلى عَلَيْهِ الهنا ... بذا الشاذلي بَحر الْحَقَائِق مخبر)
(مناما رَآهُ عَنهُ يرويهِ عَالِيا ... لنا كَابر عَن كَابر هُوَ أكبر)
(يحِق لنا أَن قد سلكنا طَريقَة ... بهَا سَار يرضاها النذير المبشر)
(لَهَا الْمُصْطَفى مستحسن ومعاقب ... لمنكرها جلدا مدى الدَّهْر نشكر)
(بذا صَحَّ إسنادي عَن ابْن حرازم ... فَقِيه بِلَاد الْعَرَب إِذْ كَانَ يذكر)
قلت قد أوضحت مَا أَشرت إِلَيْهِ فِي هذَيْن الْبَيْتَيْنِ الْأَخيرينِ فِي كتاب كِفَايَة المعتقد ونكاية المنتقد فِي فصل سلوك الطَّرِيقَة وَالْجمع بَين الشَّرِيعَة والحقيقة ومختصر ذَلِك أَن الشَّيْخ الإِمَام أَبَا الْحسن بن حرزهم بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الرَّاء وَبعدهَا زَاي الْمَشْهُور بِابْن حرازم رَضِي الله عَنهُ رأى لَيْلَة جُمُعَة فِي الْمَنَام كَأَنَّهُ دَاخل من بَاب الْجَامِع الَّذِي عَادَته يدْخل مِنْهُ