النَّار وَإِن كَانَ الرجل ليعْمَل بِعَمَل أهل النَّار وَإنَّهُ مَكْتُوب فِي الْكتاب أَنه من أهل الْجنَّة فَإِذا كَانَ قبل مَوته بحول فَعلم بِعَمَل أهل الْجنَّة فَمَاتَ فَدخل الْجنَّة) اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلك حسن الخاتمة مَعَ الْعَفو والعافية فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة بِنَا ولأحبابنا وَالْمُسْلِمين آمين
قلت فَهَذَا مَا اقتصرت على ذكره عَن هَؤُلَاءِ السَّادة الْمَذْكُورين الَّذين اقتصرت من سَادَات الصَّحَابَة عَلَيْهِم وَقد قدمت أَن أَحَادِيث الْقدر رَوَاهَا فَوق ثَلَاثِينَ صحابيا
وَمن التَّابِعين زين العابدين عَليّ بن الْحُسَيْن رضوَان الله عَلَيْهِ وعَلى آبَائِهِ
روى الطَّبَرِيّ بِسَنَدِهِ أَن رجلا من الْبَصْرَة جَاءَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ يَا سَيِّدي إِنِّي وَافد أهل الْبَصْرَة إِلَيْك قَالَ الْقدر قد فَنَشَأَ بهَا وارتد أَكثر النَّاس فَقَالَ لَهُ سل فَقَالَ للخير فَقَالَ اكْتُبْ علم وقضا وَقدر وساء وَأَرَادَ وَلم يرض وَلم يجب فَرجع إِلَى الْبَصْرَة فَقَرَأَ على النَّاس مَا كتب فَرجع أَكْثَرهم
وروى عَنهُ أَقْوَال أُخْرَى غَلِيظَة فِي تَكْفِير أَصْحَاب الْقدر رَوَاهَا الإِمَام الْبَيْهَقِيّ وَغَيره بأسانيدهم
قلت وَهَذَا صَرِيح من زين العابدين فِي التَّفْرِيق بَين الْإِرَادَة وَالرِّضَا وَهُوَ مُوَافق لما قَدمته من قَول بعض أَئِمَّتنَا وَمِنْهُم عمر بن عبد الْعَزِيز رَضِي الله عَنهُ
روى الإِمَام الْبَيْهَقِيّ بِسَنَدِهِ إِلَى الإِمَام مَالك قَالَ إِن عمر بن عبد الْعَزِيز كَانَ حكيما يَقُول لَو أَرَادَ الله أَن يعْصى مَا خلق إِبْلِيس
قلت وَقد ذكر الإِمَام الثعالبي رِوَايَة أَن آدم عَلَيْهِ السَّلَام التقى بإبليس فِي الأَرْض فلامه على صَنِيعه وَقَالَ يَا مَلْعُون أَنْت الَّذِي أخللت بِي