وَفِي قَوْله تَعَالَى {ونبلوكم بِالشَّرِّ وَالْخَيْر فتْنَة} يَقُول نبتليكم بالشدة والرخا وَالصِّحَّة والسقم والغنى والفقر والحلال وَالْحرَام وَالطَّاعَة وَالْمَعْصِيَة وَالْهدى والضلالة
وَفِي قَوْله تَعَالَى {وَمن يرد الله فتنته فَلَنْ تملك لَهُ من الله شَيْئا} يَقُول من يرد الله ضلالته لم يغن عَنهُ شَيْئا
كل هَذَا الْمَذْكُور رَوَاهُ الإِمَام الْبَيْهَقِيّ بِسَنَدِهِ كَمَا ذكرنَا
وروى الإِمَام الْحَاكِم أَبُو عبد الله من حَدِيث عَطاء بن السَّائِب عَن مقسم عَنهُ قَالَ أول مَا خلق الله تَعَالَى الْقَلَم خلقه من هجاء قبل اللف وَاللَّام فتصور قَلما مِمَّن نور فَقيل لَهُ أجر فِي اللَّوْح قَالَ يَا رب بِمَاذَا قَالَ لما يكون إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فَلَمَّا خلق الله الْخلق وكل لَهُم حفظَة يحفظون عَلَيْهِم أَعْمَالهم فَإِذا قَامَت الْقِيَامَة وَعرضت عَلَيْهِم أَعْمَالهم وَقيل {هَذَا كتَابنَا ينْطق عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخ مَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ} عرض بالكتابين فَكَانَا سَوَاء
قَالَ ابْن عَبَّاس ألستم عربا هَل يكون النُّسْخَة إِلَّا من كتاب
رَوَاهُ الْحَاكِم عَنهُ كَمَا ذكرنَا وَقَالَ صَحِيح وَعَن طَاوس قَالَ كنت عِنْد ابْن عَبَّاس ومعنا رجل من الْقَدَرِيَّة فَقلت إِن نَاسا يَقُولُونَ لَا قدر قَالَ أوفي الْقَوْم أحد مِنْهُم قلت لَو كَانَ مَا كنت تصنع بِهِ قَالَ لَو كَانَ فيهم أحد مِنْهُم لجذبت بِرَأْسِهِ ثمَّ قَرَأت عَلَيْهِ أَنه