وَوَجْهُ ظُهُورِهِ لَا يَخْفَى، إِذْ مِثْلُ هَذَا السُّؤَالِ مِنَ الْأَصْحَابِ الْمُشَاهِدِينَ لِلْمُعْجِزَةِ فِي غَايَةٍ مِنَ الْغَرَابَةِ، وَأَمَّا سُؤَالُ التَّابِعِينَ مِنَ الصَّحَابِيِّ، فَقَدْ يُوَجَّهُ بِأَنَّهُ تَوَهَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَأْتِي الطَّعَامُ وَيُوضَعُ فِي الْقَصْعَةِ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ بَعْدَ فَرَاغِ عَشَرَةٍ أَوْ نَحْوِهَا، كَمَا يَقَعُ فِي الْعُرْفِ عَلَى طَرِيقِ الْعَادَةِ، فَأَجَابَ الصَّحَابِيُّ بِأَنَّ هَذَا لَمْ يَقَعْ إِلَّا عَلَى سَبِيلِ خَرْقِ الْعَادَةِ، فَالْمَدَدُ مِنْ رَبِّ السَّمَاءِ لَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ مِنْ سُكَّانِ الْأَرْضِ (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَالدَّارِمِيُّ) .