5891 - «وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حُنَيْنًا، فَوَلَّى صَحَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمَّا غَشُوا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَزَلَ عَنِ الْبَغْلَةِ، ثُمَّ قَبَضَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ مِنَ الْأَرْضِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ بِهِ وُجُوهَهُمْ، فَقَالَ: (شَاهَتِ الْوُجُوهُ) ، فَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْهُمْ إِنْسَانًا إِلَّا مَلَأَ عَيْنَيْهِ تُرَابًا بِتِلْكَ الْقَبْضَةِ، فَوَلَّوْا مُدْبِرِينَ فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ، وَقَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَنَائِمَهُمْ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

5891 - (وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، قَالَ: غَزَوْنَا) أَيِ: الْكُفَّارَ (مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حُنَيْنًا) ، أَيْ: يَوْمَ حُنَيْنٍ (فَوَلَّى صَحَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) ، أَيْ: بَعْضُهُمْ (فَلَمَّا غَشُوا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) : عَلَى زِنَةِ رَضُوا، وَالضَّمِيرُ لِلْكُفَّارِ أَيْ: لَمَّا قَارَبُوا غَشَيَانَهُ (نَزَلَ عَنِ الْبَغْلَةِ، ثُمَّ قَبَضَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ مِنَ الْأَرْضِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ بِهِ) أَيْ: بِالتُّرَابِ (رَامِيًا وُجُوهَهُمْ. فَقَالَ) أَيْ: دُعَاءً أَوْ خَبَرًا (شَاهَتِ الْوُجُوهُ) ، أَيْ: تَغَيَّرَتْ وَقُبِّحَتْ (فَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْهُمْ إِنْسَانًا) أَيْ: فَمَا بَقِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ (إِلَّا مَلَأَ عَيْنَيْهِ تُرَابًا بِتِلْكَ الْقَبْضَةِ) ، وَالتَّعْبِيرُ بِمَا خَلَقَ اللَّهُ لِإِفَادَةِ التَّأْكِيدِ وَتَقْرِيرِ الْحَصْرِ عَلَى وَجْهِ التَّأْكِيدِ. قَالَ الطِّيبِيُّ: فِيهِ بَيَانُ الْمُعْجِزَةِ مِنْ وَجْهَيْنِ، أَحَدُهُمَا: إِيصَالُ تُرَابِ تِلْكَ الْقَبْضَةِ إِلَى أَعْيُنِهِمْ جَمِيعًا. وَثَانِيهِمَا: أَنَّهَا بِحَيْثُ مَلَأَتْ عَيْنَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِنْ تِلْكَ الْقَبْضَةِ الْيَسِيرَةِ وَهُمْ أَرْبَعَةُ آلَافٍ فِيمَنْ ضَامَّهُمْ مِنْ إِمْدَادِ سَائِرِ الْعَرَبِ. قُلْتُ: وَالثَّالِثُ انْهِزَامُهُمْ بِذَلِكَ كَمَا يُشِيرُ إِلَيْهِ قَوْلُهُ: (فَوَلَّوْا مُدْبِرِينَ) : حَالٌ مُؤَكِّدَةٌ أَوْ مُقَيِّدَةٌ أَيْ: غَيْرَ رَاجِعِينَ (فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ) أَيْ: وَنَصَرَ رَسُولَهُ وَاسْتَجَابَ دُعَاءَهُ وَجَمَعَ لَهُ بَيْنَ عِزِّ الْجَاهِ وَحُسْنِ الْحَالِ وَغَنِيمَةِ الْمَالِ، وَلِذَا قَالَ: (وَقَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَنَائِمَهُمْ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015