تَخَافُنَا عَلَيْهِ. (فَانْقَادَتْ مَعَهُ كَالْبَعِيرِ الْمَخْشُوشِ) : وَهُوَ الَّذِي فِي أَنْفِهِ الْخِشَاشِ بِكَسْرِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، وَهُوَ عُوَيْدَةٌ تُجْعَلُ فِي أَنْفِ الْبَعِيرِ، لِيَكُونَ أَسْرَعَ إِلَى الِانْقِيَادِ كَذَا فِي النِّهَايَةِ (الَّذِي يُصَانِعُ قَائِدَهُ) ، قَالَ الْتُورِبِشْتِيُّ أَيْ: يَنْقَادُ لَهُ وَيُرَافِقُهُ، وَالْأَصْلُ فِي الْمُصَانَعَةِ الرِّشْوَةُ وَهِيَ أَنْ تَصْنَعَ لِصَاحِبِكَ شَيْئًا لِيَصْنَعَ لَكَ شَيْئًا. (حَتَّى أَتَى الشَّجَرَةَ الْأُخْرَى، فَأَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا، فَقَالَ: انْقَادِي عَلَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ) فَانْقَادَتْ مَعَهُ كَذَلِكَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْمَنْصَفِ) : هُوَ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ نِصْفُ الطَّرِيقِ، وَالْمُرَادُ هُنَا الْمَوْضِعُ الْوَسَطُ مِمَّا بَيْنَهُمَا (قَالَ: الْتَئِمَا) أَيْ: تَقَارَبَا (عَلَيَّ) : قَالَ الطِّيبِيُّ: هُوَ حَالٌ أَيِ: اجْتَمِعَا مُظِلَّتَيْنِ عَلَيَّ (بِإِذْنِ اللَّهِ فَالْتَأَمَتَا) أَيْ: حَتَّى قَضَى الْحَاجَةَ بَيْنَهُمَا (قَالَ جَابِرٍ: فَجَلَسْتُ أُحَدِّثُ نَفْسِي) أَيْ: بِأَمْرٍ مِنَ الْأُمُورِ (فَحَانَتْ) أَيْ: فَظَهَرَتْ (مِنِّي لَفْتَةٌ) ، أَيِ: الْتِفَاتَةٌ (فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُقْبِلًا) ، قَالَ الطِّيبِيُّ: يُقَالُ حَانَ إِذَا أَتَى وَقْتُ الشَّيْءِ، وَاللَّفْتَةُ فَعْلَةٌ مِنَ الِالْتِفَاتِ، (وَإِذَا الشَّجَرَتَيْنِ) أَيْ: وَجَدْتُهُمَا أَوْ رَأَيْتُهُمَا (قَدِ افْتَرَقَتَا، فَقَامَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا عَلَى سَاقٍ) . أَيْ: وَقَفَتْ بِانْفِرَادِهَا فِي مَكَانِهَا، فَفِيهِ مُعْجِزَتَانِ، (رَوَاهُ مُسْلِمٌ) .