أَهْلِهَا، وَإِنْ كَانَ خَارِجَهَا وَحَوْلَهَا سَيَّرَهَا وَأَوْصَلَهَا إِلَى مَحَلِّهَا، وَلِذَا قَالَ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحُ لِلرَّجُلِ الصَّالِحِ» " وَقَدِ اخْتَارَ جَمَاعَةٌ مِنَ الصُّوفِيَّةِ وَأَكَابِرِ الْمَلَامِيَّةِ لُبْسَ الْعَوَامِّ، وَبَعْضُهُمْ لُبْسَ أَكَابِرِ الْفِخَامِ تَسَتُّرًا لِأَحْوَالِهِمْ وَمَنَازِلِهِمُ الْكِرَامِ، وَيَتَعَدَّى عَمَّا يُنَادَى: لُبْسُ الْمُرَقَّعِ مِنَ الشِّكَايَةِ مِنَ الْحَقِّ إِلَى الْخَلْقِ، وَإِلَى السُّؤَالِ بِلِسَانِ الْحَالِ، وَمِنَ الطَّمَعِ فِي غَيْرِ الْمَطْمَعِ، وَمِنَ الْمَظِنَّةِ فِي مَوْقِعِ الرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ، وَقَدْ أَخْرَجَ الدَّيْلَمِيُّ فِي مُسْنَدِ الْفِرْدَوْسِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ مَرْفُوعًا: " «لَيْسَ الْبِرُّ فِي حُسْنِ اللِّبَاسِ وَالزِّيِّ، وَلَكِنَّ الْبِرَّ السَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ» " هَذَا وَالطُّرُقُ إِلَى اللَّهِ بِعَدَدِ أَنْفَاسِ الْخَلَائِقِ، وَالْمَدَارُ عَلَى الْإِخْلَاصِ وَالْخَلَاصِ عَنِ الْعَلَائِقِ وَالْعَوَائِقِ. (رَوَاهُ فِي شَرْحِ السُّنَّةِ) .