النِّفَاقِ، فَأَمَّا إِذَا ابْيَضَّ كُلُّهُ وَصَارَ اللَّوْنُ وَاحِدًا فَلَا يُغَيَّرُ، وَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ تَغْيِيرُ الشَّيْبِ يَخْتَصُّ بِمَنْ شَابَ فِي الْكُفْرِ، ثُمَّ أَسْلَمَ لِيَشِيبَ فِي الْإِسْلَامِ بَعْدَ التَّغْيِيرِ، قُلْتُ: وَيُؤَيِّدُهُ قَضِيَّةُ أَبِي قُحَافَةَ أَوَّلَ مَا أَسْلَمَ كَمَا تَقَدَّمَ، وَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ مُخْتَصًّا بِأَهْلِ الْجِهَادِ إِظْهَارًا لِلْهَيْبَةِ وَتَرْهِيبًا لِلْعَدُوِّ. قُلْتُ: وَهَذَا هُوَ الظَّاهِرُ، وَعَلَيْهِ عَمَلُ غَالِبِ الْأُمَّةِ فِي الْأَعْصَارِ وَالْأَمْصَارِ. قَالَ: وَاحْتَمَلَ أَنَّ تَغْيِيرَ الشَّيْبِ أَنْ يُغَيِّرَ عَلَى نَفْسِهِ مَا كَانَ يَفْعَلُهُ مِنَ الْأُمُورِ الدُّنْيَوِيَّةِ، وَيُقْبِلُ عَلَى الْأُمُورِ الْأُخْرَوِيَّةِ. قُلْتُ: وَهَذَا بِالْإِشَارَةِ الصُّوفِيَّةِ أَشْبَهُ مِنَ الْعِبَارَاتِ الصُّورِيَّةِ. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) : أَيْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.