الْكَتَمُ اسْوَدَّ، وَكَذَا إِنِ اسْتَوَيَا، إِنْ غَلَبَ الْحِنَّاءُ احْمَرَّ، هَذَا وَفِي الشَّمَائِلِ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: «قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: لَمْ يَبْلُغْ ذَلِكَ» ، وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ: لَمْ يَبْلُغِ الْخِضَابَ إِنَّمَا كَانَ شَيْئًا، وَفِي رِوَايَةٍ شَيْبًا، وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ بِلَفْظِ: إِنَّمَا كَانَ شَيْءٌ فِي صُدْغَيْهِ، أَيْ فِيمَا بَيْنَ عَيْنِهِ وَأُذُنِهِ، وَلَكِنْ أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - خَضَبَ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ. قَالَ مِيرَكُ: الْحَدِيثُ هَكَذَا فِي رِوَايَةِ قَتَادَةَ، وَوَافَقَهُ ابْنُ سِيرِينَ عِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ عَنْهُ يَذْكُرُ أَبِي بَكْرٍ فَقَطْ، وَلَفْظُهُ: قُلْتُ لَهُ: أَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَخْضِبُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ بِلَفْظٍ، مِنْ طَرِيقِ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ خَضَبَا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وَأَظُنُّ أَنَّ ذِكْرَ عُمَرَ فِيهِ وَهْمٌ، لِمَا فِي مُسْلِمٍ مِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ بِلَفْظِ: وَقَدِ اخْتَضَبَ أَبُو بَكْرٍ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وَاخْتَضَبَ عُمَرُ بِالْحِنَّاءِ بَحْتًا، أَيْ صِرْفًا. قُلْتُ: الْحَمْلُ عَلَى أَنَّهُ فَعَلَ هَذَا مَرَّةً، وَوَافَقَ أَبَا بَكْرٍ أُخْرَى أَفْضَلُ مِنَ الْحَمْلِ عَلَى الْوَهْمِ، وَبِهَذَا قَالَ الْعَسْقَلَانِيُّ: وَهَذَا يُشْعِرُ بِأَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَهُمَا دَائِمًا، لَكِنَّ الدَّوَامَ غَيْرُ مَفْهُومٍ مِنَ الْكَلَامِ. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ) ، وَكَذَا الْإِمَامُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَابْنُ حِبَّانَ وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015