الطِّيبِيُّ وَغَيْرُهُ، وَالْمَعْنَى شَقَقْتُ وَفَرَقْتُ فَرْقَةً، أَيْ: جَعَلْتُ شَعْرَهُ الْمَفْرُوقَ نِصْفَيْنِ (عَنْ يَافُوخِهِ) : أَيْ جُلِّهِ وَمُعْظَمِهِ عَنْ جَانِبِ مُؤَخَّرِ رَأْسِهِ مِمَّا يَلِي الْقَفَا أَوْ صَدْعًا صَادِرًا عَنْ يَافُوخِهِ، (وَأَرْسَلْتُ نَاصِيَتَهُ) : وَهِيَ شَعْرُ مُقَدَّمِ الرَّأْسِ (بَيْنَ عَيْنَيْهِ) : أَيْ مُحَاذِيًا لِمَا بَيْنَهُمَا مِنْ قِبَلِ الْوَجْهِ، وَقَالَ الطِّيبِيُّ: الْيَافُوخُ وَسَطُ الرَّأْسِ وَمَوْضِعُ مَا يَتَحَرَّكُ مِنْ رَأْسِ الطِّفْلِ، وَالْمَعْنَى كَانَ أَحَدُ طَرَفَيْ ذَلِكَ الْخَطِّ عِنْدَ الْيَافُوخِ، وَالطَّرْفُ الْآخَرُ عِنْدَ جَبْهَتِهِ مُحَاذِيًا لِمَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَقَوْلُهَا: وَأَرْسَلْتُ نَاصِيَتَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، أَيْ جَعَلْتُ رَأْسَ فَرْقِهِ مُحَاذِيًا لِمَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، بِحَيْثُ يَكُونُ نِصْفُ شَعْرِ نَاصِيَتِهِ مِنْ جَانِبِ يَمِينِ ذَلِكَ الْفَرْقِ، وَالنِّصْفُ الْآخَرِ مِنْ جَانِبِ يَسَارِ ذَلِكَ الْفَرْقِ اهـ. وَتَأَمَّلْ فِيمَا بَيْنَ الْقَوْلَيْنِ مِنَ الْفَرْقِ، فَإِنَّهُ فَرْقٌ دَقِيقٌ، بِالتَّأَمُّلِ حَقِيقٌ لِمَنْ لَهُ تَوْفِيقٌ. (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ) .