لِلْمُغَالَبَةِ أَوِ الْمُبَالَغَةِ أَيْ: أَطْرُدُ (حَيَّةً) : وَأَتْبَعُهَا لِأَلْحَقَهَا (أَقْتُلَهَا) أَيْ: حَالَ كَوْنِي أُرِيدُ قَتْلَهَا (نَادَانِي أَبُو لُبَابَةَ) : بِضَمِّ اللَّامِ صَحَابِيٌّ مَشْهُورٌ (لَا تَقْتُلْهَا) : أَيْ قَالَ: لَا تَقْتُلْهَا أَوْ بِقَوْلِهِ: لَا تَقْتُلْهَا. وَفِي نُسْخَةٍ: لِمَ تَقْتُلُهَا؟ أَيْ: لِأَيِّ شَيْءٍ تُرِيدُ قَتْلَهَا؟ (فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَ بِقَتْلِ الْحَيَّاتِ) أَيْ: جَمِيعِهَا (فَقَالَ: إِنَّهُ نَهَى بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ ذَوَاتِ الْبُيُوتِ) : بِضَمِّ الْبَاءِ وَكَسْرِهَا أَيْ: صَوَاحِبِهَا لِمُلَازَمَتِهَا (وَهُنَّ) أَيْ: ذَوَاتُ الْبُيُوتِ (الْعَوَامِرُ) أَيْ: لِلْبُيُوتِ حَيْثُ تَسْكُنُهَا وَلَمْ تُفَارِقْهَا. وَاحِدَتُهَا عَامِرَةٌ، وَقِيلَ سُمِّيَتْ بِهَا لِطُولِ عُمْرِهَا كَذَا فِي النِّهَايَةِ: وَقَالَ التُّورِبِشْتِيُّ: عُمَّارُ الْبُيُوتِ وَعَوَامِرُهَا سُكَّانُهَا مِنَ الْجِنِّ. (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) : وَرَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ.

وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - مَرْفُوعًا ( «اقْتُلُوا الْحَيَّةَ وَالْعَقْرَبَ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي الصَّلَاةِ» ) . وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ حِبَّانَ، وَالْحَاكِمُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - مَرْفُوعًا ( «اقْتُلُوا الْأَسْوَدَيْنِ فِي الصَّلَاةِ الْحَيَّةَ وَالْعَقْرَبَ» ) . وَرَوَى الْخَطِيبُ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: مَنْ قَتَلَ حَيَّةً أَوْ عَقْرَبًا فَكَأَنَّمَا قَتَلَ كَافِرًا. وَرَوَى أَحْمَدُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: مِنْ قَتَلَ حَيَّةً فَكَأَنَّمَا قَتَلَ رَجُلًا مُشْرِكًا قَدْ حَلَّ دَمُهُ. وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ. وَالطَّبَرَانِيُّ عَنْ جَرِيرٍ وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ مَرْفُوعًا: ( «اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ كُلَّهُنَّ فَمَنْ خَافَ ثَأْرَهُنَّ فَلَيْسَ مِنِّي» ) . وَالظَّاهِرُ أَنَّ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ مُطْلَقَةٌ مَحْمُولَةٌ عَلَى مَا عَدَا سِوَاكِنَ الْبُيُوتِ لِمَا سَبَقَ مِنَ الْحَدِيثِ وَلِمَا يَلِيهِ، وَهُوَ قَوْلُهُ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015