3686 - وَعَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: «مَا مِنْ وَالٍ يَلِي رَعِيَّةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ ; فَيَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لَهُمْ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
3686 - (وَعَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: «مَا مِنْ وَالٍ يَلِي رَعِيَّةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَمُوتُ» ) بِالرَّفْعِ عَطْفًا عَلَى يَلِي وَفِي نُسْخَةٍ بِالنَّصْبِ عَلَى جَوَابِ النَّفْيِ ; قَالَ الطِّيبِيُّ: الْفَاءُ فِيهِ، وَفِي قَوْلِهِ: فَلَمْ يَحُطْهَا يَعْنِي الْآتِي، كَاللَّامِ فِي قَوْلِهِ: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا} [القصص: 8] (وَهُوَ غَاشٌّ) بِتَشْدِيدِ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ ; أَيْ خَائِنٌ لَهُمْ، أَوْ ظَالِمٌ لَهُمْ، لَا يُعْطِي حُقُوقَهُمْ، وَيَأْخُذُ مِنْهُمْ مَا لَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ، (إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ) ; أَيْ دُخُولَهَا مَعَ النَّاجِينَ، أَوْ مَحْمُولٌ عَلَى الْمُسْتَحِلِّ، أَوْ زَجْرٌ وَكَيْدٌ وَوَعِيدٌ شَدِيدٌ، أَوْ تَخْوِيفٌ بِسُوءِ الْخَاتِمَةِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ ; وَفِي قَوْلِهِ: فَيَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ التَّوْبَةَ قَبْلَ حَالَةِ الْمَوْتِ بَاقِيَةٌ، وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى عَرْضِ التَّوْبَةِ عَلَى مَنْ لَمْ يَكُنْ نَاصِحًا فِي الرَّعِيَّةِ، قَالَ الطِّيبِيُّ: قَوْلُهُ: وَهُوَ غَاشٌّ حَالٌ قُيِّدَ لِلْفِعْلِ، وَمَقْصُودٌ لِلذِّكْرِ ; لِأَنَّ الْمُعْتَبَرَ مِنَ الْفِعْلِ الْحَالُ ; هُوَ الْحَالُ يَعْنِي ; أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِنَّمَا وَلَّاهُ وَاسْتَرْعَاهُ عَلَى عِبَادِهِ لِيُدِيمَ النَّصِيحَةَ لَهُمْ، لَا لِيَغُشَّهُمْ فَيَمُوتُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا قَلَبَ الْقَضِيَّةَ اسْتَحَقَّ أَنْ يُحْرَمَ الْجَنَّةَ، وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاضُ: الْمَعْنَى مَنْ قَلَّدَهُ اللَّهُ تَعَالَى شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ وَاسْتَرْعَاهُ عَلَيْهِمْ، وَنَصَبَهُ لِمَصْلَحَتِهِمْ فِي دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ، فَإِذَا خَانَ فِيمَا ائْتُمِنَ عَلَيْهِ وَلَمْ يَنْصَحْ فِيمَا قُلِّدَهُ ; إِمَّا بِتَضْيِيعِ حَقِّهِمْ وَمَا يَلْزَمُهُ مِنْ أُمُورِ دِينِهِمْ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ غَشَّهُمْ (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) وَلَفَظُ الْجَامِعِ الصَّغِيرِ ( «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» ) .