3683 - «وَعَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَا وَرَجُلَانِ مِنْ بَنِي عَمِّي، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَمِّرْنَا عَلَى بَعْضِ مَا وَلَّاكَ اللَّهُ، وَقَالَ الْآخَرُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّا وَاللَّهِ لَا نُوَلِّي عَلَى هَذَا الْعَمَلِ أَحَدًا سَأَلَهُ وَلَا أَحَدًا حَرَصَ عَلَيْهِ. وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ: لَا نَسْتَعْمِلُ عَلَى عَمَلِنَا مَنْ أَرَادَهُ.» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
3683 - (وَعَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَا) ضَمِيرُ فَصْلٍ لِيَصِحَّ عَطْفُ قَوْلِهِ (وَرَجُلَانِ مِنْ بَنِي عَمِّي فَقَالَ أَحَدُهُمَا يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَمِّرْنَا) أَمْرٌ مِنَ التَّأْمِيرِ ; أَيِ اجْعَلْنَا أَمِيرًا (عَلَى بَعْضِ مَا وَلَّاكَ اللَّهُ) ; أَيْ عَلَى مَا جَعَلَكَ اللَّهُ حَاكِمًا فِيهِ مِنَ الْأُمُورِ (وَقَالَ الْآخَرُ مِثْلَ ذَلِكَ) وَلَعَلَّ إِتْيَانَ ضَمِيرِ الْمُتَكَلِّمِ مَعَ الْغَيْرِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا يُرِيدُ الْإِمَارَةَ لَهُ وَلِصَاحِبِهِ مِنْ أَنْوَاعِ الْوِلَايَةِ، (فَقَالَ إِنَّا وَاللَّهِ) فِيهِ تَأْكِيدَانِ بَلِيغَانِ (لَا نُوَلِّي عَلَى هَذَا الْعَمَلِ) ; أَيِ الْمُتَعَلِّقِ بِالدِّينِ (أَحَدًا سَأَلَهُ) ; لِأَنَّ بِسُؤَالِهِ يُسْتَدَلُّ عَلَى مَحَبَّةِ جَاهِهِ وَمَالِهِ الْمُوَرِّثَةِ لِسُوءِ حَالَةٍ فِي مَآلِهِ، فَقَوْلُهُ (وَلَا أَحَدًا حَرَصَ عَلَيْهِ) كَالتَّفْسِيرِ لَدَيْهِ وَضَبْطُ حَرَصَ بِفَتْحِ الرَّاءِ، وَفِي نُسْخَةٍ بِكَسْرِهَا، (وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ: لَا نَسْتَعْمِلُ عَلَى عَمَلِنَا مَنْ أَرَادَهُ) ; أَيْ لِنَفْسِهِ وَهَوَاهُ فَإِنَّهُ لَا يَكُونُ حِينَئِذٍ مُعَانًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
) .