3479 - وَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «لَا أُعْفِي مَنْ قَتَلَ بَعْدَ أَخْذِ الدِّيَةِ» ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
3479 - (وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا أُعْفِي ") : بِصِيغَةِ الْمُتَكَلِّمِ مِنَ الْإِعْفَاءِ لُغَةٌ فِي الْعَفْوِ (" عَمَّنْ قَتَلَ بَعْدَ أَخْذِ الدِّيَةِ ") : أَيْ لَا أَدَعُ الْقَاتِلَ بَعْدَ أَخْذِ الدِّيَةِ فَيُعْفَى عَنْهُ، وَيُرْضَى مِنْهُ بِالدِّيَةِ لِعِظَمِ جُرْمِهِ، وَالْمُرَادُ مِنْهُ التَّغْلِيظُ عَلَيْهِ وَالتَّفْظِيعُ بِمَا ارْتَكَبَهُ، فَهُوَ عَلَى حَدِّ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [البقرة: 178] وَالْمَعْنَى مَنْ تَجَاوَزَ عَنِ الْحَدِّ بِالْقَتْلِ بَعْدَ الْعَفْوِ وَأَخَذَ الدِّيَةَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ أَيْ: فِي الْآخِرَةِ. وَقَالَ الْقَاضِي: وَقِيلَ: فِي الدُّنْيَا بِأَنْ يُقْتَلَ لَا مَحَالَةَ لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: " «لَا أُعَافِي أَحَدًا قَتَلَ بَعْدَ أَخْذِ الدِّيَةِ» ". قَالَ السَّيِّدُ مُعِينُ الدِّينِ الصَّفَوِيُّ: وَهَذَا مَذْهَبُ بَعْضِ السَّلَفِ، وَكَانَ الْوَلِيُّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُؤَمِّنُ الْقَاتِلَ بِقَبُولِ الدِّيَةِ، ثُمَّ يَظْفَرُ بِهِ فَيَقْتُلُهُ فَيَرُدُّ الدِّيَةَ. وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الْمَصَابِيحِ: لَا يُعْفَى عَلَى صِيغَةِ الْمَجْهُولِ أَيْ لَا يُتْرَكُ، وَلَفْظُهُ خَبَرٌ وَمَعْنَاهُ النَّهْيُ، وَهُوَ حَسَنٌ دِرَايَةً إِنْ صَحَّ رِوَايَةً، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: لَا أُعْفِيَ بِصِيغَةِ الْمَاضِي الْمَجْهُولِ فَهُوَ دُعَاءٌ عَلَيْهِ. (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ) : وَرَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ بِلَفْظِ: " «لَا أُعَافِي أَحَدًا قَتَلَ بَعْدَ أَخْذِ الدِّيَةِ» ".