التَّقْصِيرِ فِي الْعَمَلِ، (وَمَا أَخَّرْتُ) أَيْ وَمَا يَقَعُ مِنِّي بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الْفَرْضِ وَالتَّقْدِيرِ، وَعَبَّرَ عَنْهُ بِالْمَاضِي لِأَنَّ الْمُتَوَقَّعَ كَالْمُتَحَقَّقِ أَوْ مَعْنَاهُ مَا تَرَكْتُ مِنَ الْعَمَلِ، أَوْ قُلْتُ سَأَفْعَلُ أَوْ سَوْفَ أَتْرُكُ، (وَمَا أَسْرَرْتُ) أَيْ أَخْفَيْتُ مِنَ الذُّنُوبِ، (وَمَا أَعْلَنْتُ) أَيْ أَظْهَرْتُ مِنَ الْعُيُوبِ، (وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي أَنْتَ الْمُقَدِّمُ) أَيْ أَنْتَ تُقَدِّمُ مَنْ تَشَاءُ بِتَوْفِيقِكَ إِلَى رَحْمَتِكَ، (وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ) أَيْ أَرَدْتَهُ مِنَ التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ وَغَيْرِهِمَا، وَقَوْلُ ابْنِ حَجَرٍ: عَلَى كُلِّ شَيْءٍ تُرِيدُهُ مُوهِمٌ فَتَنَبَّهْ، (قَدِيرٌ) كَامِلُ الْقُدْرَةِ تَامُّ الْإِرَادَةِ (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) الْمَفْهُومُ مِنَ الْحِصْنِ أَنَّ قَوْلَهُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ إِلَى قَوْلِهِ مِنِّي مِنْ أَفْرَادِ مُسْلِمٍ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ أَيْضًا وَأَمَّا مَا عَدَاهُ فَمُتَّفَقٌ عَلَيْهِ لَكِنَّهُ بِرِوَايَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ.