(فَقِيلَ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَنَعَ كَمَا صَنَعْتُ ثُمَّ ضَحِكَ فَقُلْتُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يَعْجَبُ) بِفَتْحِ الْجِيمِ أَيْ: يَرْضَى (مِنْ عَبْدِهِ إِذَا قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي) قَالَ الطِّيبِيُّ: أَيْ يَرْتَضِي هَذَا الْقَوْلَ وَيَسْتَحْسِنُهُ اسْتِحْسَانَ الْمُعْجِبِ، وَقَالَ شَارِحٌ: التَّعَجُّبُ مِنَ اللَّهِ اسْتِعْظَامُ الشَّيْءِ وَمَنْ ضَحِكَ مِنْ أَمْرٍ إِنَّمَا يَضْحَكُ مِنْهُ إِذَا اسْتَعْظَمَهُ، فَكَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَافَقَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ وَافَقَ الرَّبَّ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ (يَعْلَمُ) وَفِي نُسْخَةٍ يَقُولُ أَيِ: اللَّهُ كَمَا فِي نُسْخَةٍ يَعْلَمُ أَيْ: عَبْدِي (أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرِي) قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ غَيْرُهُ بَدَلَ غَيْرِي (رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ) وَكَذَا النَّسَائِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015