2163 - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبِيبٍ قَالَ: «خَرَجْنَا فِي لَيْلَةِ مَطَرٍ وَظُلْمَةٍ شَدِيدَةٍ نَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَدْرَكْنَاهُ، فَقَالَ: " قُلْ " قُلْتُ: مَا أَقُولُ؟ قَالَ: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُصْبِحُ وَحِينَ تُمْسِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

2163 - (وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبِيبٍ قَالَ: خَرَجْنَا فِي لَيْلَةِ مَطَرٍ وَظُلْمَةٍ) ، أَيْ وَفِي ظُلْمَةٍ (شَدِيدَةٍ نَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) ، أَيْ لِعَجَلَتِهِ فِي سَيْرِهِ الَّذِي هُوَ ذَاهِبٌ إِلَيْهِ (فَأَدْرَكْتُهُ، فَقَالَ: قُلْ) أَيِ اقْرَأْ (قُلْتُ: مَا أَقُولُ؟) ، أَيْ مَا أَقْرَأُ (قَالَ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) مَحَلُّ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ نُصِبَ بِاقْرَأْ مُقَدَّرًا وَقَوْلُهُ (وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ) بِكَسْرِ الْوَاوِ وَتُفْتَحُ عَطْفًا عَلَيْهِ (حِينَ تُصْبِحُ وَحِينَ تُمْسِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ) بِالتَّأْنِيثِ، أَيِ السُّوَرُ الثَّلَاثُ، وَبِالتَّذْكِيرِ، أَيْ مَا ذُكِرَ مِنَ الْقِرَاءَةِ أَوِ اللَّهِ - تَعَالَى - (مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) قَالَ الطِّيبِيُّ: أَيْ تَدْفَعُ عَنْكَ كُلَّ سُوءٍ، فَمِنْ زَائِدَةٌ فِي الْإِثْبَاتِ عَلَى مَذْهَبِ جَمَاعَةٍ وَعَلَى مَذْهَبِ الْجُمْهُورِ أَيْضًا لِأَنَّ يَكْفِيكَ مُتَضَمِّنَةٌ لِلنَّفْيِ كَمَا يُعْلَمُ مِنْ تَفْسِيرِهَا بِتَدْفَعُ وَيَصِحُّ أَنْ تَكُونَ لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ، أَيْ تَدْفَعُ عَنْكَ مِنْ أَوَّلِ مَرَاتِبِ السُّوءِ إِلَى آخِرِهَا، أَوْ تَبْعِيضِيَّةً، أَيْ بَعْضُ كُلِّ نَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ السُّوءِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى: تُغْنِيكَ عَمَّا سِوَاهَا، وَيَنْصُرُ الْمَعْنَى الثَّانِي مَا فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ وَهُوَ حَدِيثُ عُقْبَةَ لِقَوْلِهِ " فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بِمِثْلِهَا " وَقَدْ تَصَحَّفَ عَلَى ابْنِ حَجَرٍ قَوْلُهُ الْأَوَّلُ بِالْآتِي فَقَالَ: فِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّ الْآتِيَ فِي قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَحْدَهَا، وَالْفَضَائِلُ لَا قِيَاسَ فِيهَا، فَالْوَجْهُ مَا سَأَذْكُرُهُ ثَمَّةَ، فَتَأَمَّلْ؛ فَإِنَّ قَوْلَهُ صَدَرَ عَنْ غَيْرِ تَأَمُّلٍ (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015