أَفْضَلَ مِنَ الْبَصَرِ عَلَى الْأَصَحِّ ; لِأَنَّ فَوَائِدَ السَّمْعِ غَالِبُهَا أُخْرَوِيٌّ ; لِأَنَّهُ مَحَلُّ إِدْرَاكِ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ وَالْعُلُومِ، وَفَوَائِدُ الْبَصَرِ غَالِبُهَا دُنْيَوِيٌّ. (ثُمَّ صَبَرَ) : هِيَ لِتَرَاخِي الرُّتْبَةِ. (عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا) أَيْ: بَدَلَهُمَا، أَوْ مِنْ أَجْلِ فَقْدِهِمَا. (الْجَنَّةَ) أَيْ: دُخُولَهُ مَعَ النَّاجِينَ، أَوْ مَنَازِلَ مَخْصُوصَةً فِيهَا. (يُرِيدُ) أَيِ: النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِحَبِيبَتَيْهِ. (عَيْنَيْهِ) : وَالظَّاهِرُ أَنَّ هَذَا التَّفْسِيرَ مِنْ أَنَسٍ. (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ) .
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ عِنْدَ غَيْرِ الْبُخَارِيِّ: إِنَّ فَقْدَ إِحْدَى الْعَيْنَيْنِ فِيهِ الْجَنَّةُ، وَفَضْلُ اللَّهِ أَوْسَعُ مِنْ ذَلِكَ، وَيَنْبَغِي لِمَنِ ابْتُلِيَ بِذَلِكَ أَنْ يَتَأَسَّى بِأَحْوَالِ الْأَكَابِرِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْأَوْلِيَاءِ الَّذِينَ حَصَلَ لَهُمْ هَذَا الْبَلَاءُ، فَصَبَرُوا عَلَيْهِ وَرَضَوْا بِهِ، بَلْ عَدُّوهُ نِعْمَةً، وَمِنْ ثَمَّ لَمَّا ابْتُلِيَ بِهِ حَبْرُ الْأُمَّةِ، وَتُرْجُمَانِ الْقُرْآنِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنْشَدَ:
إِنْ يُذْهِبِ اللَّهُ مِنْ عَيْنَيَّ نُورَهُمَا ... فَفِي لِسَانِي وَقَلْبِي لِلْهُدَى نُورُ