736 - وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ - يَعْنِي الْبَصَلَ وَالثُّومَ - وَقَالَ: (مَنْ أَكَلَهُمَا فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا) ، وَقَالَ: (إِنْ كُنْتُمْ لَا بُدَّ آكِلِيهِمَا ; فَأَمِيتُوهَا طَبْخًا» ) ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
736 - (وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ) : تَابِعِيٌّ بَصْرِيٌّ، سَمِعَ أَبَاهُ، وَأَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ، ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ (عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ) : إِشَارَةٌ إِلَى مَا فِي الذِّهْنِ (- يَعْنِي الْبَصَلَ وَالثُّومَ -) : وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَا مَوْجُودَيْنِ فِي الْمَجْلِسِ فَالْإِشَارَةُ حِسِّيَّةٌ (وَقَالَ: (مَنْ أَكَلَهُمَا) : وَفِي مَعْنَاهُمَا الْكُرَّاثُ وَالْفُجْلُ (فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا) ، أَيْ: مَسْجِدَ مِلَّتِنَا يَعْنِي: مَا دَامَ مَعَهُ الرَّائِحَةُ الْخَبِيثَةُ، وَقَدْ تَقَدَّمَتِ الْعِلَّةُ بِأَنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا تَتَأَذَّى بِهِ النَّاسُ، وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْمَسْجِدَ إِنْ كَانَ خَالِيًا مِنَ النَّاسِ، فَلَا يَخْلُو مِنَ الْمَلَائِكَةِ قَالَ الطِّيبِيُّ: وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ كَالْبَيَانِ لِلْجُمْلَةِ الْأُولَى، أَيْ: أَفَادَ هَذَا الْبَيَانُ أَنَّ التَّقْدِيرَ نَهَى عَنْ أَكْلِهِمَا، وَأَفَادَ أَيْضًا أَنَّ شَرْطَ النَّهْيِ عَنْ أَكْلِهِمَا اقْتِرَانُهُ بِقَصْدِ دُخُولِ الْمَسْجِدِ مَثَلًا، مَعَ بَقَاءِ رِيحِهِمَا، وَأَمَّا أَكْلُهُمَا لَا بِهَذِهِ النِّيَّةِ، فَلَا يَدْخُلُ تَحْتَ النَّهْيِ، وَفِي النَّهْيِ عَنِ الْقُرْبَانِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ النَّهْيَ عَنِ الدُّخُولِ أَوْلَى، (وَقَالَ: (إِنْ كُنْتُمْ لَا بُدَّ) ، أَيْ: لَا فِرَاقَ وَلَا مَحَالَةَ وَلَا غِنًى بِكُمْ عَنْ أَكْلِهِمَا لِفَرْطِ حَاجَةٍ أَوْ شَهْوَةٍ، وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ اسْمِ كَانَ وَخَبَرِهَا وَهُوَ (آكِلِيهِمَا) : يَعْنِي: وَأَرَدْتُمْ دُخُولَ الْمَسْجِدِ (فَأَمِيتُوهُمُا طَبْخًا) : الْإِمَاتَةُ عِبَارَةٌ عَنْ إِزَالَةِ قُوَّةِ رَائِحَتِهِمَا، أَيْ: أَزِيلُوا رَائِحَتَهُمَا بِالطَّبْخِ، وَفِي مَعْنَاهُ إِمَاتَتُهُ وَإِزَالَتُهُ بِغَيْرِ الطَّبْخِ، وَإِنَّمَا خَرَجَ مَخْرَجَ الْغَالِبِ (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ) : وَسَكَتَ عَلَيْهِ، وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ، قَالَهُ مِيرَكُ.