الْمَفْعُولِ، وَهُوَ تَخْصِيصٌ بَعْدَ تَعْمِيمٍ لِدُخُولِهِ فِي الْخَيْرَاتِ الَّتِي قُوبِلَتْ بِالْمُنْكَرَاتِ اهْتِمَامًا بِهَذَا الْفَرْدِ مِنْهُ كَمَا خَصَّ الْفِتْنَةَ فِي جَانِبِ الْمُنْكَرَاتِ بِقَوْلِهِ: (وَإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً) ، أَيْ: ضَلَالَةً أَوْ عُقُوبَةً دُنْيَوِيَّةً (فَاقْبِضْنِي) : بِكَسْرِ الْبَاءِ، أَيْ: تَوَفَّنِي (إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ) ، أَيْ: غَيْرَ ضَالٍّ أَوْ غَيْرَ مُعَاقَبٍ، وَقَالَ الطِّيبِيُّ: أَيْ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُضِلَّهُمْ فَقَدِّرْ مَوْتِيَ غَيْرَ مَفْتُونٍ (قَالَ) ، أَيِ: النَّبِيُّ (وَالدَّرَجَاتُ) : مُبْتَدَأٌ، أَيْ: مَا تُرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتُ هُوَ (إِفْشَاءُ السَّلَامِ) ، أَيْ: بَذْلُهُ عَلَى مَنْ عَرَفَهُ وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ (وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ) ، أَيْ: إِعْطَاؤُهُ لِلْأَنَامِ مِنَ الْخَاصِّ وَالْعَامِّ (وَالصَّلَاةُ ; بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ) : وَلَفَظُ الْمَصَابِيحِ: وَمِنَ الدَّرَجَاتِ - أَيْ مِمَّا يَرْفَعُهَا وَيُوَصِّلُ إِلَيْهَا، فَمِنْ لِلتَّبْعِيضِ - إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَبَذْلُ السَّلَامِ وَأَنْ يُقَامَ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: إِنَّمَا عُدَّتْ هَذِهِ الْأَشْيَاءُ مِنْهَا لِأَنَّهَا فَضْلٌ مِنْهُ عَلَى مَا وَجَبَ عَلَيْهِ، فَلَا جَرَمَ اسْتَحَقَّ بِهَا فَضْلًا وَهُوَ عُلُوُّ الدَّرَجَاتِ، قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الطَّيِّبَاتِ، أَيِ: الْأَقْوَالَ وَالْأَحْوَالَ الصَّالِحَةَ، وَفِعْلَ الْخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَتُوبَ عَلَيَّ، وَإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً فِي يَوْمٍ فَتَوَفَّنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ، (وَلَفْظُ هَذَا الْحَدِيثِ كَمَا فِي الْمَصَابِيحِ) : كَمَا بَيَّنَاهُ فِي مَوَاضِعِهِ (لَمْ أَجِدْهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَّا فِي شَرْحِ السُّنَّةِ) .