أي: تتلوّن تلوّنا في صور شتى وتغولهم أي: تضلّهم عن الطريق وتهلكهم، فنفاه وأبطله، وقيل: ليس نفيًا لعين الغول ووجوده وإنّما فيه إبطال زعم العرب في تلوّنه بالصّور المختلفة واغتياله، فيكون معنى "لا غول" أنّها لا تستطيع أن تضلّ أحدًا ولا تقدر على ذلك إلَّا بإذن الله تعالى، وبهذا جزم الخطّابي.
(ولا طيرة) قال ابن القيم في مفتاح دار السّعادة: (و) (?) هذا يحتمل أن يكون نفيًا وأن يكون نهيًا، أي: لا تتطيّروا، ولكن قوله في الحديث: "لا عدوى ولا صفر ولا هامة" يدل على أنّ المراد النفي وإبطال هذه الأمور التي كانت الجاهلية تعانيها، والنفي في هذا أبلغ من النهي لأنّ النفي يدلّ على بطلان ذلك وعدم تأثيره، والنهي إنّما يدلّ على المنع منه.
(وبعجبني الفأل) بالهمز.
(والفأل الصالح الكلمة الحسنة) هو من تتمّة الحديث المرفوع وليس مدرجًا، صرّح بذلك الخطابي وابن الأثير، قال الخطّابي: قد أعلم النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّ الفأل هو أن يسمع الإنسان الكلمة الحسنة فيتفاءل بها أي يتبرّك بها ويتأوّلها على المعنى الذي يطابق اسمها، وأنّ الطيرة بخلافها وإنّما أخذت من اسم الطير وذلك أنّ العرب كانت تتشاءم ببروح الطير إذا كانوا في سفر أو سير فيصدّهم ذلك عن السير ويردّهم عن بلوغ ما يمّموه من مقاصدهم، فأبطل - صلى الله عليه وسلم - أن يكون لشيء منها تأثير في اختلاف ضرر أو نفع، واستحبّ الفأل بالكلمة الحسنة يسمعها من ناحية حسن الظنّ بالله عزَّ وجلَّ.
ثمّ روى عن الأصمعي قال: سألت ابن عون عن الفأل قال: هو أن يكون مريضًا فتسمع يا سالم، أو يكون طالبًا فتسمع يا واجد.