للرياسة والتآمر على الناس، لما في ذلك من الفتنة، وأنّه إذا لم يقم بحقّه ولم يؤدّ الأمانة فيه أثم واستحقّ من الله العقوبة.
* * *
(عن ابن عباس قال: السّجلّ كاتب كان للنبي - صلى الله عليه وسلم -) قال الحافظ ابن حجر في الإصابة: هذا الحديث أخرجه أيضًا النسائي وابن مردويه، وروى النسائي من وجه آخر عن أبي الجوزاء عن ابن عباس أنَّه قال في قوله تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} [الأنبياء: 104] قال: السجّل هو الرّجل، زاد ابن مردويه: والسّجل هو الرّجل بالحبشيّة، وروى ابن مردويه وابن منده من طريق حمدان بن سعيد عن ابن نمير عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: "كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - كاتب يقال له: السّجل فأنزل الله: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} "، وأخرجه أبو نعيم لكن قال: "حمدان بن علي" ووهم ابن منده في قوله: "ابن سعيد"، قال ابن منده: تفرّد به حمدان.
قال الحافظ ابن حجر: فإن كان هو ابن علي فهو ثقة معروف واسمه محمَّد بن علي بن مهران، من أصحاب أحمد، ولكن قد رواه الخطيب في ترجمة حمدان بن سعيد البغدادي من تاريخه، فترجّحت (?) رواية ابن منده، ونقل عن البرقاني أن الأزدي قال: تفرّد به ابن نمير. وابن نمير من كبار الثّقات، فهذا الحديث صحيح بهذه الطرق، وغفل من زعم أنَّه موضوع.