مرقاة الصّعود إلى سنن أبي داود هو الكتاب الثّالث للسيوطي ضمن مجموعة تعليقاته على الكتب الستّة، حيث قال في مقدّمته: "هذا الكتاب الثالث ممّا وعدت بوضعه على الكتب الستّة ... ".
بعد خطبة الكتاب ذكر السيوطي نبذة عامّة عن محتواه فقال: "لخّصت فيه معالم السنن للإمام أبي سليمان الخّطابي، وضممت إليه الفوائد الزّوائد والفرائد الشّوارد".
بعد ديباجة الكتاب، استهلّ المصنّف تعليقه هذا، بذكر رسالة أبي داود لأهل مكّة في وصف سننه، ثّم ضمّ إلى ذلك بعض الفوائد كالكلام على روايات سنن أبي داود المختلفة، والكلام على الشروح التي ألّفت على السنن.
ثّم شرع المؤلّف في التعليق على الأحاديث، وطريقته في ذلك أن يذكر اسم الكتاب ثمّ يورد اللّفظة أو الجملة المعلّق عليها، دون ذكر الحديث كاملًا، ودون ذكره للباب أيضًا إلَّا نادرًا، كما أنه لم يعلّق على كلّ الأحاديث ولم يتطرق لكلّ أبواب الكتاب، وإنّما انتقى من ذلك ما رآه - في نظره - أولى بالعناية.
ولم يقتصر السيوطي في تعليقه هذا على ضبط الألفاظ وتفسير الغريب وتوضيح المبهم، كما فعله في تعليقاته السّابقة، بل تعدّاها إلى ذكر كثير من الأحكام الفقهيّة والمسائل العقديّة والفوائد اللّغويّة والتاريخيّة والحديثيّة