[باب فيمن أصبح جنبًا في شهر رمضان]

(والله إنّي لأرجو أن أكون أخشاكم لله) قال الشيخ عزّ الدّين بن عبد السلام: فيه إشكال لأنّ الخوف والخشية حالة تنشأ عن ملاحظة شدّة النقمة الممكن وقوعها بالخائف، وقد دلّ القاطع على أنّه عليه الصلاة والسلام غير معذّب، وقال تعالى: {يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ} فكيف يتصوّر منه الخوف، فكيف أشدّ الخوف؟ قال: والجواب أنّ الذهول جائز عليه عليه الصلاة والسّلام، فإذا حصل الذهول عن موجبات نفي العقاب حدث له الخوف، ولا يقال: إن إخباره بشدّة الخوف وعظم الخشية يدل على أنّه أكثر ذهولًا، لأنَّا نقول المراد بشدّة الخوف وعظم الخشية عظم بالنوع لا بكثرة العدد، أي إذا صدر منه الخوف ولو في زمن فرد كان أشدّ من خوف غيره.

* * *

[باب من اختار الصيام (أي: في السفر) (?)]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015