(قال الوليد: سمعت أبا عمرو يعني الأوزاعي يقول: سرّه أوّله) قال الخطّابي: أنا أنكر هذا التفسير وأراه غلطًا في النقل، ولا أعرف له وجهًا في اللّغة، والصّحيح أنّ سرّه آخره، حدّثناه أصحابنا عن إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ثنا محمود بن خالد الدمشقي عن الوليد عن الأوزاعي قال: سرّه آخره، وهذا هو الصّواب. قال: وأمّا قوله صوموا الشهر، فإنّ العرب تسمّي الهلال الشهر، تقول رأيت الشهر أي الهلال، وقال الشاعر:
والشهر مثل قلامة الظُّفْر
أي: الهلال، وإذا كان أوّل الشهر مأمورًا بصيامه في قوله: "صوموا الشهر" فقد علم أنّ الأمر بصيام سرّه هو غير أوّله.
وقال البيهقي: رواه غيره عن الأوزاعي أنّه قال: "سرّه آخره" وهو الصّحيح، وأراد به اليوم أو اليومين اللّذين يستتر فيهما القمر قبل يوم الشكّ، أو أراد به صيام آخر الشهر مع يوم الشكّ إذا وافق ذلك عادته في صوم آخر كلّ شهر، وقيل: أراد بسرّه وسطه، وسرّ كل شيء جوفه، فعلى هذا أراد أيام البيض. انتهى.
* * *
(يستطير) أي: يعترض في الأفق وينتشر ضوءه هناك.