(من يطع الله ورسوله فقد رشد) بفتح الشِّين، قال القاضي تاج الدِّين (بن) (?) السبكي في الطبقات الكبرى: قرأ الشيخ شهاب الدّين بن المرحَّل على الحافظ جمال الدّين المري، فجرى على لسانه "رشِد" بكسر الشين، فردَّ عليه المزّي "رشَد" بالفتح، وقال له: قال الله تعالى: {لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} ومراده أن "يفعُل" إنّما يكون مضارعًا لـ"فَعِل" (?) ولا قائل به هنا، أو "لفَعَل" (?) وهو المدَّعى. فقال له ابن المرحّل: وكذلك قال تعالى: {فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا}، فسكت المزّي. يعني أنّ "فعلا" بالتحريك إنّما يكون مصدرًا لفعِل بالكسر كفرح فرحًا، قال الشيخ جمال الدّين بن هشام: ورأيت في كتاب سيبويه رشِد يرشَد رشدًا مثل سخط يسخط سخطًا، قال: وهذا عين ما ذكره شيخنا ابن المرحّل فلله درّه قد جاء السماع على وفق قياسه.

قال ابن السبكي: لا يغنيه هذا السماع الغريب و (لا) (?) القياس في كتب الحديث، لأنّها إنّما تقرأ على جادة اللغة كما وقعت الرواية به، والرواية لم تقع إلَّا على ما قاله المزّي وهو مشهور اللّغة. انتهى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015