(عن أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينام وهو جنب من غير أن يمسّ ماء)، قال يزيد بن هارون: هذا الحديث (خطأ) (?) قال الترمذي: يريد أن قوله من غير أن يمسّ ماء غلط من السّبيعي. وقال البيهقي: طعن الحفّاظ في هذه اللّفظة وتوهّموها مأخوذة عن غير الأسود وأن السبيعي دلس، قال البيهقي: وحديث السبيعي بهذه الزيادة صحيح من جهة الرّواية لأنّه بيَّن سماعه من الأسود، والمدلّس إذا بيّن سماعه ممّن روى عنه وكان ثقةٌ فلا وجه لردّه.
قال النووي: فالحديث صحيح، وجوابه من وجهين؛ أحدهما: ما رواه البيهقي عن ابن سريج (?) واستحسنه أن معناه لا يمسّ ماء للغسل ليجمع بينه وبين حديثها الآخر وحديث ابن عمر، والثاني: أنّ المراد أنَّه كان يترك الوضوء في بعض الأحوال ليبين الجواز إذ لو واظب عليه لاعتقدوا وجوبه، وهذا عندي حسن أو أحسن، وحديث أنس أنّه - صلى الله عليه وسلم - طاف على نسائه بغسل واحد يحتمل أنّه كان يتوضّأ بينهما، ويحتمل ترك الوضوء لبيان الجواز. انتهى.
***