(لا تنهكي) أي: لا تبالغي في الخفض.

***

[باب في الرّجل يسبّ الدّهر]

(يقول الله عزَّ وجلَّ: يؤذيني ابن آدم يسبّ الدهر وأنا الدهرُ، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار) قال الخطّابي: تأويله أنّ العرب كانوا يسبّون الدهر على أنَّه هو الفاعل بهم المصائب والمكاره، فيكون مرجع السبّ إلى الله تعالى إذ هو الفاعل لها فقيل على ذلك لا تسبّوا الدهر فإنّ الله هو الدهر، أي: إنّ الله هو الفاعل لهذه الأمور التي تضيفونها إلى الدهر، وكان ابن داود (?) ينكر رواية أصحاب الحديث هذا الحرف مضموم الراء، ويقول: لو كان كذلك لكان الدهر اسمًا معدودًا من أسماء الله تعالى عزَّ وجلَّ، وكان يرويه: "وأنا الدهرَ أقلّب الليل والنهار" مفتوح الراء على الظرف، يقول أنا طول الدهر والزمان أقلّب الليل والنهار، والمعنى الأول هو وجه الحديث (ومعناه) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015