شيطانة) هذا أحد الأحاديث التي انتقدها الحافظ سراج الدّين القزويني على المصابيح وزعم أنَّه موضوع، وقال الحافظ ابن حجر فيما تعقَّبه عليه: محمد صدوق، وحديثه في رتبة الحسن، وإذا تابعه مثله ارتقى الحديث إلى الصحة، وقد يتوقّف في حديثه إذا تفرّد ولم يكن له متابع ولا شاهد، لكن لا ينحطّ إلى مطلق الضعف فضلًا عن أن يحكم عليه بالبطلان، وقد أعلَّ بعضهم حديثه هذا بأنَّ بعضهم زاد في سنده رجلًا بين أبي سلمة وعائشة، فأخرجه ابن ماجة من طريق شريك بن عبد الله النخعي فقال: عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عائشة، ومن طريق حمَّاد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وهذه ليست بعلة قادحة، فإنّ الروَّاة المذكورين موثوقون (?)، فلعلَّ أبا سلمة حدَّث به على الوجهين، وقد ورد له شاهد من حديث عثمان أخرجه ابن ماجة أيضًا من طريق يحيى بن سليم عن أبي جريج عن الحسن بن أبي الحسن عن عثمان، وأخرج له شاهدًا آخر من طريق أبي سعد الساعدي عن أنس مثله، وأبو سعد اسمه سعيد بن المرزبان ضعيف، ولكن كثرة الطرق يعضد بعضها بعضًا.
***