(سئل عن أولاد المشركين فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين) قال الخطّابي: ظاهر هذا أنّ الكلام يوهم أنّه - صلى الله عليه وسلم - لم يُفْت السائل عنهم، وأنّه ردّ الأمر في ذلك إلى علم الله من غير أن يكون قد جعلهم من المسلمين أو ألحقهم بالكافرين، وليس هذا وجه الحديث، وإنّما معناه أنّهم كفّار ملحقون بالكفر بآبائهم، لأنّ الله تعالى قد علم أنّهم لو بقوا أحياءً حتى يكبروا لكانوا يعملون عمل الكفار، يدلّ على هذا حديث عائشة المذكور بعده (?).
(كما تناتج الإبل من بهيمة جمعاء) أي: سليمة، سمّيت بذلك لاجتماع السّلامة لها في أعضائها.
(هل تحسّ من جدعاء) يقول: إنّ البهيمة أوّل ما تولد تكون سليمة من الجدع والخرم ونحو ذلك من العيوب حتّى يحدث فيها أربابها النقائص، كذلك الطفل يولد مفطورًا على خلقه ولو ترك عليها لسلم من الآفات إلّا أنّ والديه يزيّنان له الكفر ويحملانه عليه.