وقيل المراد بالسمن هنا أنّهم يتكثرون بما ليس فيهم، ويدّعون ما ليس لهم من الشرف وغيره، وقيل المراد جمعهم الأموال.

***

[باب النهي عن سبّ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]

(لا تسبّوا أصحابي) قال الكرماني: فإن قلت لمن الخطاب في لفظ: "لا تسبّوا" والصحابة هم الحاضرون؟ قلت: لغيرهم من المسلمين المفروضين في العقل، جعل من سيوجد كالموجود الحاضر وجودهم المترقّب.

وقال الشيخ تقي الدّين السبكي: الظاهر أن المراد بقوله: "أصحابي"، من أسلم قبل الفتح، وأنه خطاب لمن أسلم بعد الفتح، ويرشد إليه قوله: "لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه"، مع قوله تعالى: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}، ولا بد لنا من تأويل بهذا أو بغيره، ليكون المخاطبون غير الأصحاب الموصى بهم، فهم كبار الأصحاب، وإن شمل اسم الصحبة الجميع، ويشير إليه الحديث الآخر: "هل أنتم تاركوا لي صاحبي" يعني: أبا بكر، قاسم (?) الصحبة يعمّ كلّ من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - مسلمًا، وكبارهم الذين تقدّموا قبل الفتح، فأمر المتأخرون بالتأدب معهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015