(أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر) قال الخطّابي: إنّما صار ذلك أفضل الجهاد، لأن من جاهد العدوّ وكان متردّدًا بين رجاء وخوف لا يدري هل يَغلب أو يُغلب، وصاحب السُّلطان مقهور في يده فهو إذا قال الحق وأمره بالمعروف فقد تعرَّض للتلف وأهدف نفسه للهلاك، فصار ذلك أفضل أنواع الجهاد من أجل غلبة الخوف.
(حدَّثني رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -) أخرجه ابن جرير في تفسيره من طريق عبد الملك بن ميسرة الزراد عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا: "ما هلك قوم حتى يعذروا من أنفسهم" قيل لعبد الملك: كيف يكون ذاك؟ فقرأ هذه الآية: {فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (5)}.
(لن يهلك النّاس حتى يَعذروا أو يُعذروا من أنفسهم) قال الخطّابي: فسَّره أبو عبيد وحكي عن أبي عبيدة (?) أنَّه قال: معنى يعذروا أي تكثر ذنوبهم وعيوبهم، قال: وفيه لغتان، يقال أعذر الرجل إعذارًا إذا صار ذا عيب وفساد، قال: وكان بعضهم يقول عذر يعذر بمعناه، ولم يعرفه