(حدثنا أبو توبة ثنا عبيد الله عن عبد الكريم (?) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسّواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنّة) أي: لا يشمّون ريحها، يقال راح يريح وأراح يراح إذا وجد رائحة الشيء، وهذا الحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال: عبد الكريم هو ابن أبي المخارق، وتابعه الحافظ سراج القزويني فيما تعقبه على المصابيح، وردّ عليهما الحافظ ابن حجر في كتابه القول المسدّد في الذبّ عن مسند أحمد، وفيما ردّ به على القزويني، فقال: لم يقع عبد الكريم منسوبًا في السّنن، وفي هذه الطبقة من يروي عن عكرمة ويسمّى عبد الكريم اثنان؛ أحدهما: ثقة متّفق عليه أخرج له البخاري ومسلم وهو ابن مالك الجزريّ وكنيته أبو سعد، والآخر: ابن أبي المخارق وكنيته أبو أمية، ويتأيّد كونه في هذا السند الثقة، أن الذي روى هذا الحديث عنه جزريّ مثله وهو عبيد الله بن عمر بالتصغير وهو مشهور بالرّواية عن ابن مالك، وورد في بعض الطرق منسوبًا ابن مالك قاله المنذري، قال (?) الحافظ ابن حجر: وجزم بأنّه الجزريّ، ابن عساكر وابن طاهر والمزّي كلّهم في الأطراف، وكذا ترجم به الحافظ ضياء الدين المقدسي في كتاب الأحاديث المختارة ممّا ليس في الصحيحين فقال: عبد الكريم بن مالك الجزريّ عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، ثمّ ساق